تعد اللغة الانجليزية في عصرنا الحاضر لغة العالم بلا جدال، وهي الأوسع انتشارا، كما أنها لغة العلم والتكنولوجيا، واللغة هي كائن حي يمر بفترات النمو الطبيعية، التي يمر بها كل كائن حي، وتعيش اللغة الانجليزية منذ نحو ثلاثة قرون أي مع بدايات الثورة الصناعية الأولى مراحل متلاحقة من الازدهار والنمو لم تشهده أي لغة منذ بدء الحياة على هذا الكوكب، مما حدا بالجميع لأن يقبل على تعلمها واكتساب مفرداتها وإتقان مهاراتها.
فاللغة ليست مجرد مادة دراسية تحتوي على قواعد وكلمات فحسب، بل هي أشمل من ذلك كله فهي تمثل طريقة تواصل مع الآخرين وهي عبارة عن مهارة عقلية وأدائية تحتاج إلى الوقت والصبر والجهد، ومن هذا المنطلق فطنت حكومتنا السعودية الرشيدة منذ وقت مبكر في مطلع القرن الماضي إلى أهمية اللغة الانجليزية فقررت تعليمها في المدارس منذ نحو ثمانين عاما، وكانت البداية في عام 1927 م، وجندت لها كافة الإمكانيات اللازمة والدعم المادي واللوجستي الهائل، ووفرت حكومتنا حفظها الله للطالب في المرحلتين المتوسطة، والثانوية، والسنة السادسة من المرحلة الابتدائية التعرض لكم لغوي يصل إلى ما يفوق ال 800 ساعة تدريسية، وبالرغم من ذلك كله فإن المحصلة النهائية أتت بنتائج غير مرضية وقد بلغ متوسط نسبة التحصيل العام ( حسب بعض الدراسات ) للمرحلة المتوسطة 34.15%، وللمرحلة الثانوية 31%.
ورغم حالة الوعي العام لدى الجميع لمدى أهمية معرفة وتعلم اللغة الإنجليزية لتمكينهم من مواصلة تعليمهم الجامعي في التخصصات العلمية المختلفة، ولكونها عاملاً مهماً لتأمين مستقبل وظيفي أفضل، ولإدراكهم أن معرفتها بمثابة نافذة تمكنهم من الاطلاع ومعرفة ما يجري من حولهم في العالم، وبالرغم من كون هذا الشعور الإيجابي المتنامي تجاه تعلم اللغة الإنجليزية يدفع باتجاه تطوير آليات وطرق تدريسها، كما يتطلب منا باستمرار تطوير مناهجنا التعليمية؛ إلا أن هناك نسبة لا تزال غير مدركة لأهمية تعلم اللغة الإنجليزية، كما أنهم لا يبذلون الجهد الكافي لتحسين مستواهم فيها.
وفي رأيي فان دور القطاع التعليمي الخاص يأتي مساندا وداعما ومكملا للجهود الحكومية الجبارة التي استهدفت إتاحة الفرص أمام الجميع لتعلم اللغة الانجليزية لغة العالم والعلم معا، ليعيش المواطن السعودي في قلب العالم ، مدركا كل مايدور حوله، مما أسهم دون شك في عصر النهضة الشاملة التي عمت كل جوانب حياتنا، وقفزت بالمملكة قرونا من الزمان ماكانت لتحققها لولا الانفتاح على العالم والتحدث بلغته مع الحفاظ على هويتنا ولغتنا العربية.