المواطنة الصالحة ليست كلمات تردد، وإنما إخلاص وتفاعل وشفافية. وان النفوس جبلت على حب ديارها، وهذا الأمر الفطري جاءت الشريعة للعناية به ، والمحافظة عليه . وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلن عن حبه لوطنه في مكة وهو يغادرها إلى المدينة فيقول: "والله انك لأحب البقاع إلى الله وأحب البقاع إلي ولولا أن قومك أخرجوني منك ما خرجت. ويقال : " لحب الأوطان عمرت البلدان " . ومن الحكم " حب الوطن من الإيمان " . ونعمتان مجحودتان : الأمن في الأوطان ، والصحة في الأبدان .
إن من حق أوطاننا علينا أن نكون فاعلين لا معطلين وان نكون لتحقيق مصالحها سعاة ولدرء المفاسد عنها دعاة ولأمنها حماة ولوحدتها رعاة. إن من أبشع الخيانات لله وولاة الأمر والمسلمين إن تنطلق دعاوى الإصلاح ، لمجرد مطامع شخصية أو مادية أو مصالح ذاتية أو غرض أو عرض أو لهوى أو لمجرد انتماءات فكرية أو حزبية تتعارض مع المواطنة الصالحة وحب الوطن والتضحية